أدخل حلبة النزال، متسلحاً بالصبر والجلد، ولكن أدخلها غصباً عني. فأنا رجلٌ مسالم، و لست محارباً.
أقاتل كما يقاتل الهنود الحمر، ببدائية، ولكن بعزم، و بعقيدة راسخة. أحارب كل يوم، و كل يوم أسأل نفسي، متى تنتهي هذه الحلقة المفرغة. أين الخلاص، أين الإنتصار، اللّذي كلّت نفسي من انتظاره
.
و يمر يومٌ آخر، و تنتهي معركةٌ أخرى. ولا للنّصر أي أثر. و لا للحياة أي طعم.
أيّ طعمٍ هذا، بعد أن أمست حياتي صراعاً مستمرّاً، مع عدو مجهول لا أبصره لكي أقتله؟
أيّ حياةٍ هذه، تلك اللتي لا بصيص أملٍ فيها؟
لم أستسلم يوماً، و بعد فإنني لا أرى لذة في هذه المعارك الطاحنة، اللتي لا تنتهي.
أسرق دقيقةً تلو الأخرى من الصمت، أخطفها خطفاً بين المعركة و الأخرى. أدّخرها زاداً، و قوتاً لروحي التّعبة، و جسدي المرهق
.
تعذّبني همسةٌ، تجد طريقها أحياناً لتشقّ هذا السكون النّادر. تلوي بجسدي يمنةً و يساراً، و تعصف بصدري ريحاً عاتية
.
“الصّخرُ لا يشقّ الصّخر. عليك بالماء”
Leave a Reply